الأربعاء، 23 ديسمبر 2009


السلام..فى زمن الحروب

كانت جالسة فى صفها تأخذ درسها وسط زملائها . كانت فى غاية السعادة ,حيث أنها حصلت على علامة "ممتاز"فى مادة اللغة العربية. طلبت المعلمة من الأطفال التصفيق لها و تشجيعها ,و ازداد التصفيق و ارتفعت أصوات التهليل و فجأة!!! تحولت أصوات التهليل و التصفيق الى صياح و بكاء و انفجارات و......                                     
هرع الأطفال , أخذوا بالهرولة و الجرى فى كل مكان ,هرعت المعلمات ارتفعت أصوات التحذير "حاسبوا يا ولاد ما تطلعوا برات المدرسة ,حتى لا تصيبكم اية قذيفة أو قنبلة !!"
أخذ كل طفل ساترا له ,حالة الفزع كانت تعم المكان. ذهبت الطفلة مسرعة الى البيت بالرغم من تحذير المعلمات الا ان كانت رغبتها فى أن تطمئن على أهلها و بيتها أقوى من أى شئ. ذهبت.. و ياليتها لم تذهب , فقد وجدت بيتها ركاما مندكا , و وجدت أهلها لم يعد لهم أى أثر ... قد ضاعوا تحت الركام... قد هدمت أحلامها و ملجأها و أصبح حطاما ... ثم التفتت !!! فاذا بمدرستها قد دكت دكا ,فى غمضة عين تحولت تطلعاتها و أحلامها و مستقبلها الوردى التى تخيلته الى سراب فأصبحت بلا ملجأ... بلا أحلام... بلا مستقبل...
حتى الأمل سلب منها ,بالرغم من انها نجت من القذف على بيتها و مدرستها ,الا انها قد ماتت!!! نعم ماتت!!! فقد غرقت فى دموع حسراتها على ضياع كل بصيص أمل تبقى لها... حينها أدركت انه لا وجود للسلام فى زمن الاستبداد و الحروب.....


أن القوات الغاصبة تعمل جاهدة على تدمير شعور كل مواطن بالسلام و الأمان
و لكن هذه ليست النهاية... أبدا ليست النهاية..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق