الاثنين، 16 يوليو 2012

على الهامش

ذهبت ذات يوم مع أحد الاشخاص المقربين الى قلبي في احدى القوافل التابعه لجمعية رساله...

كانت تلك القافله متوجهه الى قريه بسيطه فقيره يصعب عليَ تذكر اسمها من قسوة تهميشها..

هناك رأيت أناساً همشهم تقدم الحياه لدرجة البداوه.. فهم يعيشون وسط الطيور و الحيوانات 

ومنازلهم أشبه بالحظائر الكبيره

ذهبت و جلست في مكانٍ ما هناك.. رأيت فتاةً جميلة رقيقة بريئةً تشبه الكثير من بنات قريتها 

البسطاء شكلاً...

تحدثت اليها و استمتعت كثيراً بحديثها فقد اكتشفت انها متفوقه فالمدرسه تحب الدراسه كثيرا 

تحب القراءه تهوى التعرف على كل ما هو جديد 

هي عاشقةٌ للاسكندريه.. تتمنى أن تكون من ساكنيها .. أمنيتها أن تذهب لأحدى نوادي الاسكندريه 

لاحتراف التايكوندو ولكن رفض أخوالها يمنعها

لا تملك جهاز كمبيوتر ولا يوجد لديهم خدمة الانترنت ... هي راضية بحياتها و ماهي عليه 

سألتها عن غايت أحلامها العلميه فقالت أنها تريد دراسة الحقوق لكي تعمل مستشاره بالمحكمه

 الدستوريه العليا 

اندهشت من أحلامها الغير معتاده ولكني شعرت بسعاده غامره فمن باطن تلك المصاعب تولد 

المعجزات

لعلها تستطيع يوماً أن تنال مرادها ............

طالت أحاديثنا أنا و تلك الفتاه ذات الثانية عشر ربيعا.. ولكن قد عكر صفونا شيئاً... رأ]تها ترتدي 

الحجاب مثل كل بنات سنها من اطفال القريه

سألتها عن سبب ارتدائها الحجاب فقالت أنه "عيب اي بنت تمشي وهي مش مغطيه راسها" 

قولت لها الا ترتديه لأن الله أمرنا به؟ قالت لي "لأ بس أخوالي هما اللي قالولي ألبسه لأن أبويا ميت"

تلك الفتاه اليتيمه يتحكم في مصيرها أخوالها واعمامها مثلها كمثل مئات البنات في تلك القريه و 

غيرها... انه المجتمع الذكوري الوضيع

في جلستنا هذه جائت فتاه في الرابعة عشر من عمرها مرتدية النقاب... سألتها عن صفها

 الدراسي.. أخبرتني بأنها لم تعد تذهب 

للمدرسه فقد اخبرها اخوتها ان تترك المدرسه لأنها تبعد عن المنزل ولأنها ايضا عليها الاستعداد 

للزواج من ابن عمها ذو الخمسة عشر ربيعا

فهو مازال طالب 

صدمت ولكني حاولت السيطره على اعصابي .... لن اقول اي تعليق فذهولي قد منعني ....

فان هذه ليست حاله فرديه ولكنها نتيجة فقر وجهل وتهميش




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق